مـــنـــــتديــــــات الطـــــــريــــق إلى الجـــــــنــــة
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر تفضل و سجل في هذا المنتدى

و لا تبخل علينا بإبداعك و انضمامك لتكون فرادا من أسرة منتدانا


هلا و غلا و سلة حلا ما نور المنتدى الا بزيارتك لينا


يلا سجل .....معنا هنا نلتقي لنرتقي
مـــنـــــتديــــــات الطـــــــريــــق إلى الجـــــــنــــة
أهلا و سهلا بك عزيزي الزائر تفضل و سجل في هذا المنتدى

و لا تبخل علينا بإبداعك و انضمامك لتكون فرادا من أسرة منتدانا


هلا و غلا و سلة حلا ما نور المنتدى الا بزيارتك لينا


يلا سجل .....معنا هنا نلتقي لنرتقي
مـــنـــــتديــــــات الطـــــــريــــق إلى الجـــــــنــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

الظلام المخيف Bnatsoft.com1375552379731
الظلام المخيف PpEIB

المواضيع الأخيرة
» تٍّوٍّأمِّ هِّنِّآيِّ أحَّلِّآآمِّيِّ
الظلام المخيف Emptyالسبت أغسطس 30, 2014 10:14 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

» ~*§¦§ أنا بدآخلي شي نفسي أبوحهـ ¨¨¨°~*§¦§
الظلام المخيف Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 9:24 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

» تلك هي و فقط
الظلام المخيف Emptyالثلاثاء أغسطس 26, 2014 8:45 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

» ولاننا نحـنـ.. من يصنع الابـداع..ملـحمة الفوتشوب..lily white dreams
الظلام المخيف Emptyالخميس أغسطس 21, 2014 9:50 pm من طرف LiLy WhItE dReAmS

» مسابقة أفضل وصف لشخصية الأنمي
الظلام المخيف Emptyالإثنين أغسطس 11, 2014 9:53 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

»  ≈ حين تتنفس اللوحة ≈
الظلام المخيف Emptyالإثنين أغسطس 11, 2014 9:49 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

» صفحة منتدى الطريق الى الجنة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
الظلام المخيف Emptyالإثنين أغسطس 11, 2014 9:26 pm من طرف إنسانة لن تتكرر

» HaPpY bIrThDaY fAtImA..PARTY OF FATIMA BITHDAY
الظلام المخيف Emptyالإثنين أغسطس 11, 2014 7:24 pm من طرف Rox

» ولأن الإبدآآع ليس مجرد.. كلام....تواقيع فتيات أنمي
الظلام المخيف Emptyالأحد أغسطس 03, 2014 4:30 pm من طرف LiLy WhItE dReAmS

»  أج‘َـمل 30 ججملهةه بآلععآإلم =)
الظلام المخيف Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 5:06 am من طرف Rox


 

 الظلام المخيف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
إنسانة لن تتكرر
فريق الإدارة
فريق الإدارة
إنسانة لن تتكرر


دولــتــي الظلام المخيف Algeri10
الجنس : انثى مزاجي الظلام المخيف Pi-ca-23
Mms الظلام المخيف 1626c95176f832010a9205a07ffc0620
اوسمتي الظلام المخيف 695343931
عدد المساهمات : 1513
نقاط : 33488
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 28/03/2013
العمر : 28

الظلام المخيف Empty
مُساهمةموضوع: الظلام المخيف   الظلام المخيف Emptyالإثنين يوليو 08, 2013 5:35 pm


كلمات الدكتور . مصطفى محمود

الظلام المخيف


هل خطر على بالك وأنت تتأمل السماء في ليلة صافية أنك لا ترى من هذه السماء إلا 5 % وربما أقل من محتوياتها مهما استخدمت من مناظير ومجسات وأدوات استشعار .. مظلمة لا يخرج منها ضوء وسحب من العوالق والأتربة ممتدة مترامية بلا حدود ..
ويقول رجال الفلك أن هذه المادة السوداء المظلمة هي مجموع الغبار الكوني وسحب الغاز البارد وفقاعات كونية سابحة في الفضاء وكتل مادية جوفاء وثقوب سوداء ونيازك وبقايا نجوم ميتة .. وجسيمات دقيقة وفتافيت ذرات هائمة في تجمعات سحابية مثل البروتونات والنيوترونات والباريونات والكواركات وجسيمات النيوترينو التي تخترق الأرض وتخرج من الناحية الأخرى في سر عات مذهلة مثل السهام الخفية .. هذا عدا الأجسام الكبرى العملاقة كالنجوم والشموس والمجرات والكواكب والتوابع والأقمار التي تدور في أفلاكها .
وافتراض وجود هذه المادة السوداء الخفية كان سببه أن النجوم والشموس والكواكب والكتل المجرية العملاقة لا تكفي بمجموع كتلاتها للاحتفاظ بتماسك مجموع الكون ككل .. وتأثيرها الجذبي لا يكفي لجمع شمل العناقيد الكونية الهائلة من مجرات وتوابع لتسبح في أسرة متحاضنة كما نراها .. وكان لا بد أن تنفرط لولا وجود هذه المادة المفترضة .
والمعضلة معضلة حسابية وإحصائية ، فحاصل جمع الكتل الموجودة والمرئية بمناظيرنا وكاميراتنا الفضائية ومجساتنا لأشعة اكس وأشعة جاما والأشعة تحت الحمراء ومنظار هابل تقول إن مجموع المادة الموجودة أقل بكثير من المقدار الذي يفسر هذا التماسك الجذبي القائم ولو أن ما نرى هو كل المادة الموجودة لكان لابد أن ينفرط هذا الكون بددا ويتناثر في الفضاء ويضيع ويبرد وينطفئ ولا يجتمع له شمل .. فهناك حد أدنى من الكتلة لتكون هناك قبضة تمسك البنيان الكوني .. وكان لابد من الافتراض أن أكثر من تسعين في المائة من مادة الكون خافية وغير منظورة ولا يخرج منها أي ضوء يدل عليها .. وأنها لابد أن تكون موجودة قطعا رغم أننا لا نراها لتكون هناك تلك القبضة الملحوظة التي تمسك بالكون المرئي
وعلماء الجاذبية يؤكدون أن هناك حدا أدنى من الكتلة لتتماسك هذه الأسرة الهائلة من المجرات والنجوم والشموس والكواكب والأقمار ولترحل كما نراها وهي متحاضنة في هذا الفضاء اللانهائي .
فإذا كانت الكتلة أكبر فإن المجموعة تنهار على بعضها وتنكمش وتتكدس وتتضاغط وتنصهر ويجري عليها أقصى درجة من (الهرس) الجذبي وترتفع درجة حرارتها وتتحول إلى عجينة نارية .
ثم تنضغط إلى حد أقصى من الصغر.. ثم تعود فتنفجر وتتمدد وتتناثر في الفضاء لتعيد قصة الانفجار الأول الذي بدأ به الكون .. ثم تنتشر في السماوات السبع وتتشكل على صورة نجوم وشموس ومجرات سابحة مرتحلة .. كما هي في عالمنا المشهود الآن .
وتظل تتمدد وتتباعد بفعل قوة الانفجار حتى تخمد هذه القوة .. فينشأ ما يسمى بالكون المتعادل بين قوتين .. القوة الجاذبة المركزية والقوة الطاردة المركزية ويستمر هذا الكون عدة مليارات أخرى من السنين .
فإذا استمر التباعد وتغلبت القوة الطاردة المركزية على القوة الجاذبة المركزية بسبب صغر الكتلة فإن القبضة تظل تضعف وتضعف ثم يتناثر الكون بددا في الفضاء .. وذلك هو الكون المفتوح في لغة علماء الفلك .. فهو في تمدد أبدا وفي تناثر دائما لا يجتمع له شمل .
وإذا حدث العكس بسبب ضخامة الكتلة المادية فإن الكون ينهار على بعضه بسبب ثقله ثم ينكمش ويتضاغط إلى نقطة الانفجار الأول .ز وذلك هو نموذج الكون المغلق في لغة الفلكيين .
يقول ربنا عن الساعة في القران :
" ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة " .
فيربط سبحانه وتعالى بين " الثقل " والانهيار الكوني في كلمة "ثقلت" .. وهي إشارة علمية بليغة تفوت الكثيرين .. وسبحان الذي وسع كل شئ رحمة وعلما .. فكلمة " تثاقل " .. هي الترجمة الحرفية لكلمة Gravitation.. أي الجاذبية وهذه معجزة البيان القرآني الدقيق الذي لا تنتهي عجائبه .
والمعنى المستفاد من كل هذا أن الكتلة المادية لمجموع الكون هي التي سوف تحدد سلوكه وسوف تحدد نهايته .. ولأننا لا نرى مجموع هذه المادة ولا نشهد منها إلا الجزء الذي يشع ضوءا .. ويخفي علينا نماما جانب المادة السوداء المظلمة ولا ندركها إلا تخمينا واستنتاجا من حساباتنا .. فإننا لن نعلم متى ستأتي لحظة الانهيار الجذبي ومتى تقوم الساعة رغم أننا نعلم أشرا طها وعلاماتها وتلك لفتة أخرى لدقة البيان القرآني "لا تأتيكم إلا بغتة" أي أننا سوف نفاجأ بها ولن تدركها حساباتنا رغم توقعنا لحدوثها .. فهناك عنصر ناقص في هذه الحسابات لن ندركه بوسائلنا .. هو المادة السوداء المظلمة ومداها وكتلتها بالضبط 
وهذه هي "س" في المعادلة التي لا سبيل إلى تحديدها كميا وهذا هو التحدي الذي يواجه العلماء .
أي أننا لن نعلم "بالضبط" مقدار هذه المادة السوداء المظلمة وبالتالي لن نستطيع أن نحدد ساعة الانهيار وهناك جنون فلكي الآن حول هذه المادة السوداء .. وهناك سباق محموم بين كل المراصد ومراكز الأبحاث الفلكية للوصول إلى الماهية الحقيقة لهذه المادة السوداء وكميتها وكتلتها
والخلاف على أشده بين كل مراكز البحث 
ولكن كلهم متفقون على أنها حقيقية وأنها تملا السماوات .. ولكنهم مختلفون غاية الاختلاف في مقدارها .. وفي ماهيتها.
ولفتة أخرى للدقة القرآنية في خطاب الله لموسى عن الساعة .. يقول ربنا لموسى إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15 -طه) يقول ربنا " أكاد أخفيها " ولا يقول أخفيها .. أي أننا سنعلم أنها آتية .
والكلمة غاية في الدقة .. فالفلكيون الآن يعلمون أنها آتية لاشك وأنها مرتبطة بالزيادة التراكمية للكتلة .. ولكنهم لا يعلمون مقدار هذه الكتلة الكلية .. بسبب المادة المظلمة التي لا يخرج منها ضوء ولا تدركها المناظير .. وبالتالي لا يستطيعون حساب موعد الانهيار بالضبط لان الرقم الكلي مجهول 
وايات مثل .. "اقتربت الساعة وانشق القمر" (1 -القمر) 
" وما يدريك لعل الساعة قريب" (17 - الشورى) 
"يسأل أيان يوم القيامة" ( 6 - القيامة ) كلها .. إشارات إلى استحالة التحديد " فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر " ( 7 - 8 - 9 - القيامة )
ولا يجمع الشمس والقمر إلا في الانهيار الجذبي الذي ينهار فيه الاثنان بجاذبية المركز ويتحول الكون كله إلى عجينة واحدة تهرسها الجاذبية هرسا ..
ولا شك أنها ستكون حالة مشهدية خارقة تخطف البصر لغرابتها .. هذا إذا ظل المشاهد قادرا على المشاهدة وإذا لم يتحول إلى بودرة أو مسحوق .
والأمر لا يمكن وصفه فهو كارثة كبرى بكل المقاييس يتضاءل أمامها كل ما نرى من سيول وأعاصير وزلازل وبراكين وصواعق وانهيارات جليدية .
إنها النهاية التي لا يعلم إلا الله ماذا بعدها .
ولا يملك عالم الفلك الذي يرصد ويقيس ويسجل ويحسب إلا أن يصاب بالرجفة والذعر .. فالأرقام التي تجتمع لديه من الحاسبات الكمبيوترية الضخمة تنبئ باحتمال مؤكد .. أن هناك مادة مظلمة خفية تملا جنبات الفضاء والكون وأن هذه المادة الخفية تشكل أكثر من 95 من الكون وأن ما نراه بأعيننا من هذا الكون أقل من 5% من محتواه الكلي .. وأن المجرات غارقة في هالات خفية من هذه المادة كما تغرق حبات الفستق في المربى .. وأن هناك عفريتا ماردا له ملايين الأذرع يضغط على مادة هذا الكون شيئا فشيئا من اللحظة الحرجة التي سوف ينهار فيها كل شئ كمعمار هائل من القش متى ..؟ لا نستطيع أن نحدد .
والكمبيوترات الضخمة لا تسعف 
والأرقام لم تظهر بعد.
ولا نملك إلا التخمين .
ولكن كل الأرصاد تقول إن هذا الكون العظيم يسير حثيثا إلى نهايته.
_____________________________
من أنت ؟
من أنت ؟
من أنت.. حينما تتردد لحظة بين الخير و الشر.. من تكون..؟!
أتكون الإنسان الخير أم الشرير أم ما بينهما..؟!
أم تكون مجرد احتمال للفعل الذي لم يحدث بعد..؟!
إن النفس لا تظهر منزلتها و لا تبدو حقيقتها إلا لحظة أن تستقر على اختيار، و تمضي فيه باقتناع و عمد و إصرار، و تتمادى فيه و تخلد إليه و تستريح و تجد ذاتها.
و لهذا لا تؤخذ على الإنسان أفعال الطفولة، و لا ما يفعله الإنسان عن مرض أو عن جنون أو عن إكراه…
و إنما تبدأ النفس تكون محل محاسبة منذ رشدها، لأن بلوغها الرشد يبدأ معه ظهور المرتكزات و المحاور التي ستنمو عليها الشخصية الثابتة.
و اختيارات الإنسان في خواتيم حياته هي أكثر ما يدل عليه، لأنه مع بلوغ الإنسان مرحلة الخواتيم يكون قد تم ترشح و تبلور جميع عناصر شخصيته، و تكون قد انتهت ذبذبتها إلى استقرار، و تكون بوصلة الإرادة قد أشارت إلى الطابع السائد لهذه الشخصية.
و لهذا يقول أجدادنا.. العبرة بالخواتيم.. و ما يموت عليه العبد من أحوال، و أعمال و ما يشغله في أيامه الأخيرة هو ما سوف يبعث عليه.. تماما كما ينام النائم فيحلم بما استقر في باله من شواغل لحظة أن رقد لينام.
و لهذا أيضا لا تؤخذ النفس بما فعلته و ندمت عليه و رجعت عنه، و لا تؤخذ بما تورطت فيه ثم أنكرته و استنكرته، فإن الرجوع عن الفعل ينفي عن الفعل أصالته و جوهريته و يدرجه مع العوارض العارضة التي لا ثبات لها.
و قد أعطى الله الإنسان مساحة كبيرة هائلة من المنازل و المراتب.. يختار منها علوا و سفلا ما يشاء.. أعطاه معراجا عجيبا يتحرك فيه صاعدا هابطا بلا حدود.. ففي الطرف الصاعد من هذا المعراج تلطف و ترق الطبائع، و تصفو المشارب و الأخلاق حتى تضاهي الأخلاق الإلهية في طرفها الأعلى ( و ذلك هو الجانب الروحي من تكوينه) و في الطرف الهابط تكثف و تغلظ الرغبات و الشهوات، و تتدنى الغرائز حتى تضاهي الحيوان في بهيميته، ثم الجماد في جموده و آليته و قصوره الذاتي.. ثم الشيطان في ظلمته و سلبيته ( و ذلك هو الجانب الجسدي الطيني من التكوين الإنساني).
و بين معراج الروح صعودا و منازل الجسد و الطين هبوطا، تتذبذب النفس منذ ولادتها، فتتسامى من هنا و تتردى هناك بين أفعال السمو و أفعال الانحطاط، ثم تستقر على شاكلتها و حقيقتها.
(( قل كل يعمل على شاكلته )) (84 - الإسراء)
و متى يبلغ الإنسان هذه المشاكلة و المضاهاة بين حقيقته و فعله فإنه يستقر و يتمادى، و يمضي في اقتناع و إصرار على خيره أو شره حتى يبلغ نهاية أجله.
و معنى هذا أن النفس الإنسانية أو (( الأنا )).. هي شيء غير الجسد.. و هي ليست شيئا معلوما بل هي سر و حقيقة مكنونة لا يجلوها إلا الابتلاء، و الاختبار بالمغريات.
و ما الجسد و الروح إلا الكون الفسيح الذي تتحرك فيه تلك النفس علواً و هبوطاً بحثاً عن المنزلة التي تشاكلها و تضاهيها و البرج الذي يناسب سكناها فتسكنه.. فمنا من يسكن برج النار ( الشهوات) و هو مازال في الدنيا، فلا يبرح هذا البرج حتى الممات، فتلك هي النفس التي تشاكل النار في سرها و هي التي سبق عليها القول و العلم بأنها من أهل النار.
و ذلك علم سابق عن النفوس لا يتاح إلا لله وحده، لأنه وحده الذي يعلم السر و أخفى، فهو بحكم علمه التام المحيط يعلم أن هذه الحقيقة المكنونة في الغيب التي اسمها فلان، و التي مازالت سرا مستترا لم يكشفه الابتلاء و الاختبار بعد، و التي لم تولد بعد و لم تنزل في الأرحام.. يعلم ربنا تبارك و تعالى بعلمه المحكم المحيط أن تلك النفس لن تقر و لن تستريح و لن تختار إلا كل ما هو ناري شهواني سلبي عدمي.. يعلم عنها ذلك و هي مازالت حقيقة مكنونة لا حيلة لها في العدم.
و هذا العلم الرباني ليس علم إلزام و لا علم قهر، بل هو علم حصر و إحاطة، فالله بهذا العلم لا يجبر نفسا على شر، و لا ينهى نفساً عن خير، فهو يعلم حقائق هذه الأنفس على ماهي عليه دون تدخل.
فإذا جاء ميقات الخلق ( و جميع هذه الأنفس تطلب من الله أن يخلقها و يرحمها بإيجادها و هي مازالت حقائق سالبة في العدم) أعطى الله تلك النفس اليد و القدم و اللسان لتضر و تنفع، و أعطاها ذلك الكون الفسيح الذي اسمه الروح و الجسد لتمرح فيه صاعدة هابطة تختار من منازله ما يشاكلها لتسكن فيه.. فإذا سكنت و استقرت، و تسجلت أعمالها قبضها الله إليه يوم البعث و الحساب المعلوم.. حيث تقرأ كل نفس كتابها، و تعلم منزلتها فلا يعود لأحد العذر في أن يحتج بعد ذلك حينما يضعه الله في مستقر الجنة أو مستقر النار الأبدية.
و قد أعذر الله و أنذر الجميع من قبل ذلك بالرسل و الكتب و الآيات، و أقام عليهم الحجة بما وهب لهم من عقل و ضمير و بصيرة و حواس تميز الضار من النافع و الخبيث من الطيب.
و لهذا حينما تطالب النفوس المجرمة في النار أن تعطى فرصة أخرى، و أن ترد إلى الدنيا لتعمل الصالحات، و حينما يدعي البعض أن تعذيب تلك النفوس أبديا على ذنوب مؤقتة ارتكبتها في الزمن المحدود هو أمر ظالم.
حينئذ يجيب ربنا متحدثا عن هؤلاء المجرمين قائلا:
(( و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون )) (28 - الأنعام)
و في هذا الرد البليغ إشارة إلى أن إجرام تلك الأنفس لم يكن ذنباً موقوتاً في الزمن.. بل لأنهم ليعاودون هذا الجرم في كل زمن و مهما عاود الله خلقهم.. لأن ذلك الإجرام حقيقة مكنونة، و ليس عرضاً محدوداً بالزمان و المكان.. و لهذا كان عقابه الأبد، و ليس العذاب الموقوت.
و نقول أيضا: إن هناك عدالة عميقة كامنة في هذا المصير.. ناراً أبدية أم جنة.. إن كل نفس بينها و بين ذلك المصير النهائي مشاكلة تامة، و مضاهاة و ائتلاف في الحقائق.. فالحقائق النارية تسكن النار و الحقائق النورانية تسكن الجنة.. فلا قسوة هناك و لا وحشية، و إنما وضع لكل شيئ في مكانه.
و السر الآخر الذي ينكشف لنا أن البيئة لا يمكن أن تصنع من إنسان صالح ( نفسه صالحة بالحقيقة) إنساناً مجرماً و لا العكس، و أن الكلام على أن مظالم المجتمع جعلت فلاناً لصاً، هذا الكلام لا يصدق دينياً و لا واقعياً. فالمجتمع يضع للجريمة إطارها فقط و لكن لا ينشئ جريمة في إنسان غير مجرم.. بمعنى أن لص هذا الزمان تعطيه إمكانيات العصر العلمية وسائل إلكترونية و أشعة ليزر ليفتح بها الخزائن، بينما نفس اللص منذ عشرين سنة لم يكن يجد إلا طفاشة.. كما أن قاتل اليوم يمكن أن يستخدم بندقية مزودة بتلسكوب ( كما فعل قاتل كنيدي) بينما هو في أيام قريش لا يجد إلا سيفاً، ثم قبل ذلك بعدة قرون لا يجد إلا عصاً، ثم قبل ذلك على أيام قابيل و هابيل لا يجد إلا الحجارة.
إن المجتمع و العصر و الظروف تصنع للجريمة شكلها، و لكنها لا تنشئ مجرماً من عدم، و لا تصنع إنساناً صالحاً من نفس لا صلاح فيها.
و بالمثل لا يستطيع الأبوان بحسن تربيتهما أن يقلبا الحقائق فيخلقا من ابنهما المجرم ابناً صالحاً و لا العكس.
و نجد في سورة الكهف حكاية عن غلام مجرم كافر، أبواه مؤمنان.
(( و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً و كفراً )) (80 - الكهف)
و أكثر الأنبياء كانوا من آباء كفرة، و استجابت أكثر الأقوام لهؤلاء الأنبياء و لم يستجب الآباء.
من الذي يستطيع أن يقلب حقائق الأنفس و يغيرها؟ لا أحد سوى الله وحده.
و الله لا يفعل ذلك إلا إذا طلبت النفس ذاتها أن تتغير و ابتهلت من أجل ذلك، لأنه واثقنا جميعا على الحرية التامة و على أنه لا إكراه في الدين.. و أن من شاء أن يكفر فليكفر، و من شاء أن يؤمن فليؤمن.. و أنه لن يقهر نفساً على غير هواها.. و أنه لن يغير من نفس إلا إذا بادرت بالتغير و طلبت التغير.
(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) (11 - الرعد)
و تلك هي التزكية.
(( و لولا فضل الله عليكم و رحمته ما زكا منكم من أحد أبداً و لكن الله يزكي من يشاء)) (21 - النور)
و على الإنسان أن يبدأ بتزكية نفسه و تطهيرها.
(( قد أفلح من زكاها، و قد خاب من دساها)) (9، 10 - الشمس)
(( من تزكى فإنما يتزكى لنفسه)) (18 - فاطر)
و لا سبيل إلى تطهير النفس و تزكيتها إلا بإتقان العبادة و التزام الطاعات، و إطالة السجود و فعل الصالحات.
و بحكم رتبة العبودية يصبح الإنسان مستحقاً للمدد من ربه، فيمده الله بنوره و يهيئ له أسباب الخروج من ظلمته.
و ذلك هو سلوك الطريق عند الصالحين من عباد الله، بالتخلية ( تخلية النفس من الصفات المذمومة)، ثم التحلية ( تحلية القلب بالذكر و الفضائل) و التعلق و التخلق و التحقق.
و التعلق عندهم هو التعلق بالله و ترك التعلق بما سواه.
و التخلق هو محاولة التحلي بأسمائه الحسنى، الرحيم و الكريم و الودود و الرءوف و الحليم و الصبور و الشكور.. قولا و فعلا.
و التحقق هو أن تصل إلى أقصى درجات الصفاء و اللطف و المشاكلة، فتصبح نورانيا في طباعك أو تكاد.
و لا سبيل إلى صعود هذا المعراج إلا بالعبادة و الطاعة و العمل الصالح، و التزام المنهج القرآني و السلوك على قدم محمد العبد الكامل عليه صلوات الله و سلامه.
و الذي يعلق على هذا الكلام فيقول:
قولك عن النفس أنها (( السر )) هو كلام أغمضت فيه، و ألغزت و حجبت و ما كشفت.
أقول له إن نفساً فيها القابلية للحركة على جميع تلك المعارج صعوداً و هبوطاً، و فيها القابلية أن تكون ربانية أو شيطانية أو حيوانية أو جمادية.
نفس بهذه الإمكانيات هي (( السر الأعظم )) ذاته.
و من ادعى أنه أدرك السر الأعظم؟!!
إن هي إلا أصابع تشير.
و المشار إليه لا يعلمه إلا الله.
و نحن جميعاً لا نعلم


 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aljanah.forumarabia.com
شعاع الامل
فريق الإشراف
فريق الإشراف
شعاع الامل


دولــتــي الظلام المخيف Algeri10
الجنس : انثى مزاجي الظلام المخيف Pi-ca-25
Mms الظلام المخيف Hwaml.com_1354799538_860
اوسمتي الظلام المخيف 081229103429FBDN
عدد المساهمات : 308
نقاط : 13186
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 20/06/2013
العمر : 29

الظلام المخيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الظلام المخيف   الظلام المخيف Emptyالثلاثاء يوليو 09, 2013 3:07 pm

 سبحان الله 
بالتوفيق 
روووعة 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إنسانة لن تتكرر
فريق الإدارة
فريق الإدارة
إنسانة لن تتكرر


دولــتــي الظلام المخيف Algeri10
الجنس : انثى مزاجي الظلام المخيف Pi-ca-23
Mms الظلام المخيف 1626c95176f832010a9205a07ffc0620
اوسمتي الظلام المخيف 695343931
عدد المساهمات : 1513
نقاط : 33488
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 28/03/2013
العمر : 28

الظلام المخيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: الظلام المخيف   الظلام المخيف Emptyالثلاثاء يوليو 09, 2013 4:58 pm




 مرورك الاروووع


نورتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aljanah.forumarabia.com
 
الظلام المخيف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــنـــــتديــــــات الطـــــــريــــق إلى الجـــــــنــــة :: المنتدى العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: